إنتهى
عام 2008 .. إنتهى بأفراحه وأحزانه .. ببطولاته وإخفاقاته .. ذهب ولن يعود
..ولكن من الممكن أن تتكرر الأفراح والأحزان .. من الممكن أن تعم نشوة
الفرح الجميع للأنتصارات ومن الممكن أيضاً أن تظهر خيبة الأمل لخسارة أو
هزيمة تحطم أو تبدد أمال جماهيرها .. وهنا كان لابد لنا من وقفة.. وقفة مع
عام ملىء بالأفراح والأحزان .. بالأمل والأحباط .. بالفوز والخسارة .. عام
ملىء بالإنتصارات والإنكسارات .. كان لابد أن نذكر إنتصاراتنا ونتعلم منها
ونحاول أن نحافظ عليها مستقبلاً .. أو نعرف ما هى إنكسارتنا وإخفاقاتنا
وأين تكمن وماهو الحل الأمثل لمواجهتها ومحاربتها وطرق العلاج منها وحتى
نعلم هذا كله كان لابد لنا أن نعرف أين نجحنا وأين فشلنا حتى عالج الفشل
ونحاول أن نحافظ على النجاح فى السنوات المقبل حتى يأتى عام ويكون عام
إنتصارات فقط .. دون إنكسارات .
مصر بطلة افريقيا للمرة الثانية على التوالى .. والسادسة فى تاريخها
تربع
المنتخب المصري لكرة القدم على عرش القارة السمراء بعد تتوجيه بطلاً لكأس
الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه كاسراً
رقمه القياسى السابق "5 ألقاب" ومبتعداً عن أقرب منافسين له من حيث عدد
البطولات "الكاميرون و غانا" ولكل منهما 4 بطولات , بتغلبه على الكاميرون
1-صفر في المباراة النهائية للنسخة السادسة والعشرين التي استضافتها غانا
مطلع 2008.
وقدم المنتخب المصري فى هذه البطولة
عروضاً غير متوقعة من حيث المستوى الرفيع الذى أبهر به جميع المتفرجين ,
ولقن منافسيه دروس فى كيفية الأداء الجماعى بالأضافة إلى التمتع بالمهارات
الفردية وكيفية توظيفها فى خدمة المنتخب ككل .
وأسكت
المدير الفني حسن شحاتة ورجاله المنتقدين وهم كثيرين بعد أن شككوا في
قدرتهم على الاحتفاظ بالكأس أو حتى الصعود لدور الأربعة وطالبوا بإستبعاده
من الأدارة الفنية للمنتخب متهمين إياه بأنه يلعب دائماً على تكتيك واحد
ورتم واحد لايتغير بالأضافة لعدم تحفيظه للاعبين أى جمل تكتيكية , لدرجة
أنهم أستبعدوا المنتخب من دائرة المنافسة ولم يكن أشد المتفائلين بهم
يتوقع أن يصل المنتخب المصري للمربع الذهبى وذلك بسبب غياب بعض من أبرز
عناصره مثل أحمد حسام "ميدو" ومحمد بركات بسبب الإصابة وحسام غالي الذي
فضل الانتقال إلى اللعب مع ديربي كاونتي الانجليزي إضافة إلى إيقاف قائده
أحمد حسن في المباراة الأولى بسبب طرده في المباراة الأخيرة في التصفيات.
لكن
جاءت هذه الظروف الصعبة بمثابة حافز كبير أمام لاعبي المنتخب المصري
ومديرهم الفني للتفوق على أنفسهم فظهر المعدن الأصيل للرجل المصرى وقت
الشدة , وقاتل الجميع بروح فدائية عالية ولفتوا الأنظار من المباراة
الأولى حين روضوا الأسود الكاميرونية وحققوا فوزاً ساحق عليهم بنتيجة 4-2
, حملت توقيه كلاً من محمد زيدان "هدفين" و حسنى عبد ربه "هدفين" .
وفى
الجولة الثانية للدور التمهيدى "دور المجموعات" حققت مصر فوزاً سهلاً
نتيجة وأداء على صقور الجديان "منتخب السودان" بنتيجة 3-0 فى المباراة
التى شهدت رفع اللاعب الساحر محمد أبو تريكة لشعار "تعاطفاً مع غزة" والذى
قام بطباعتها على التيشيرت الداخلى لينال إنذاراً على أرض الملعب ولكنه
نال وحاز على إحترام المصريين والعالم العربى , وأحرز فى تلك المباراة
حسنى عبد ربه هدف و تريكة "هدفين" .
وفى أخر
مباراة فى الجولة الأولى لم يقدم المنتخب المصرى مستواه المتوقع منه وفشل
فى الحفاظ على تقدمه على المنتخب الزامبى ليتعادل معه الأخير بهدف لمثله
أحرزه المهاجم الزامبى الخطير فيليكس كاتونجو قبل نهاية المباراة بثلاث
دقائق , وكان البلدوزر المصرى عمرو زكى قد أحرز هدف التقدم لمصر فى
الدقيقة 15 من عمر المباراة , لتصعد بذلك مصر كمتصدرة للمجموعة الثالثة
برصيد 7 نقاط وجاءت الكاميرون كوصيفة لتلك المجموعة بعدما إستطاعت أن
تتغلب على أحزانها وأن تعبر من منتخبى زامبيا و السودان بفوزين مستحقين
بنتيجة 5-1 و 3-0 على الترتيب .
بصعودها كأول
مجموعتها تفادت مصر مواجهة المنتخب التونسى القوى فى دور ربع النهائى
ولكنها إصطدمت بمنتخب لايقل عنه قوة وهو المنتخب الأنجولى والذى تطور
مستواه فى السنوات الأخيرة ليقدم مستويات مبهرة سواء من الأداء الفردى أو
الجماعى بالأضافة إلى نجاحه فى الصعود لكأس العالم الماضية "ألمانيا 2006"
وهو مافشل فيه المنتخب المصرى نفسه , وهنا كانت المواجهة مع منتخب شاب قوى
سريع يطمح للإنجازات ولكن كانت للخبرة رأى أخر حيث أستطاع المنتخب المصرى
أن يتقدم أولاً عن طريق حسنى عبد ربه "متخصص ضربات الجزاء" من ضربة جزاء
فى الدقيقة 23 ولكن لم تمر 3 دقائق حتى كان مانوتشو قد أحرز هدف التعادل
لمنخب بلاده , وهنا جاء رأى البلدوزر المصرى ليحسم الصعود للدور قبل
النهائى حينما حسم المباراة بهدف التقدم مرة أخرى فى الدقيقة 38 من الشوط
الأول .. وفى الشوط الثانى ضغط المنتخب الأنجولى الرهيب بجميع خطوطه بحثاً
عن التعادل ولكن أداء ورجولة لاعبى مصر لم تمكنهم من ذلك ليحقق المنتخب
المصرى فوزاً صعباً ضمن له التواجد فى المربع الذهبى على الأقل .
ومن
جهة أخرى حقق الكاميرون فوزاً صعباً على تونس وأطاح بها من دور الثمانية
بعد ماراثون كروى إمتد لشوطين إضافيين إستطاع خلالهما المنتخب الكاميرونى
فى تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين , علماً أن الوقت الأصلى أنتهى
بالتعادل الأيجابى بهدفين لمثلهما .. ليصعد المنتخب الكاميرونى لمواجهة
غانا "أصحاب الأرض" , فيما جاءت المواجهة الأخرى "كنهائى مبكر" بين
المنتخب المصر و كوت ديفوار "الرهيب" .
أكثر
المتفائلين لم يكن يحلم حتى بأن تنتهى المباراة بين مصر وكوت ديفوار
بالتعادل السلبى , وذهب الجميع بالدعاء والتضرع لله أن لا يخسر المنتخب
بنتيجة ثقيلة تحبط الجميع خاصة بعد الأداء الجيد فى تلك البطولة , وهنا
كان الجميع على موعد مع المفاجأة حين ضرب المنتخب المصرى للجميع مثلاً فى
التفانى على أرض الملعب وأن الكرة لاتعطى الأسماء الكبيرة أو اللاعبين
أصحاب المبالغ الخيالية وإنما تعطى من يعطيها "صاحب المجهود الأوفر على
أرض الملعب" , فتلاعب لاعبى المنتخب المصرى بأفيال كوت ديفوار و وروضوهم
وحققوا على حسابهم فوزاً ساحقاً بأربعة أهداف لهدف وحيد , هذا الفوز أكد
للجميع أن البطل قد جاء للدفاع عن لقبه والحفاظ عليه وأنه لن يفرط فيه
بسهولة ... وحملت الأهداف توقيع كلاً من أحمد فتحى و عمرو زكى "هدفين"
ومحمد أبو تريكة .
وعلى الجانب الأخر إستطاع
المنتخب الكاميرونى "المكافح" فى تخطى عقبة أصحاب الأرض والفوز عليهم بهدف
نظيف أحرزه لاعب الوسط الكاميرونى ألان نكونج , ليصعد الكاميرون لملاقاة
مصر فى النهائى فى مباراة أعتبرتها جميع وسائل الأعلام فى الكاميرون بأنها
ثأرية , وأنه قد حان الوقت لكسر تفوق المنتخب المصرى على الكاميرون فى
السنوات الأخيرة والأنتقام من خروج الكاميرون من تصفيات كأس العالم تجر
أذيال الخيبة بسبب منتخب مصر الذى أذاقها مرارة الهزيمة فى القاهرة بنتيجة
3-2 وتعادله السلبى معها فى الكاميرون مما كان له عظيم الأثر فى صعود
الأفيال الأيفوارية بدلاً من الكاميرون لكأس العالم 2006 .
عاشت
القاهرة يوم الأحد 10 فيراير 2008 الحلم , الحلم الذى لم يفارق مخيلة
شبابها ورجالها أطفالها ونسائها , حلم كأس الأمم الأفريقية والذى زاد مع
مرور المنتخب المصرى من كل العقبات , عقبة تلو الأخرى حتى وصل للنهائى ..
وهنا كان التفريط فى الحلم ممنوع .. فقليلاً ما إجتمع الجميع فى مصر خلف
هدف واحد ونتيجة واحدة ألا وهو أن المنتخب المصرى يستحق وعن جدارة ذهبية
البطولة ... ففى حوالى الساعة السابعة بتوقيت القاهرة عم الصمت أنحاء
جمهورية مصر العربية ... وفى حوالى الساعة التاسعة إلا ربع إنطلقت صيحة
فرحة واحدة فى جميع أنحاء البلاد .. وفى تمام التاسعة ودقيقة إنطلقت
الأفراح والزغاريد والتمجهرات والتجمعات الشبابية لتملأ جميع جنبات البلاد
فرحة بالفوز المصرى المستحق على المنتخب الكاميرونى "المكافح" بهدف
"الساحر" محمد أبو تريكة ولا ننسى هنا أن نذكر أن الفضل وكل الفضل "بعد
الله سبحانه وتعالى" يعود للفرعون الشاب "زيزو الكرة المصرية" محمد زيدان
والذى جح وبكل ثقة اللاعب المحترف فى إستخلاص الكرة من ثنائى دفاع العملاق
الكاميرونى ليهديها لأبو تريكة الذى لم يتوانى أو يفرط فى إيداعها الشباك
معناً تتويج الأبطال بذهبية تعد الأغلى فى تاريخ الكرة المصرية .
ولعل
أبرز الدروس التي يمكن استخلاصها من تألق مصر هو أن اللقب تحقق بقيادة
إطار فني محلي مئة بالمائة في وقت تهافتت فيه المنتخبات القارية على
الأسماء العالمية أبرزها من المدرسة الفرنسية أمثال هنري ميشال (المغرب)
وهنري كاسبرجاك (السنغال) وجيرار جيلي (ساحل العاج) وجان فرانسوا جودار
(مالي) وروبير نوزاريه (غينيا) والألماني بيرتي فوجتس (نيجيريا) ومواطنه
اوتو بفيستر (الكاميرون)، وجميعهم فشلوا فشلاً ذريعاً في الصعود على قمة
منصة التتويج.
ونجح شحاتة في تدوين اسمه بأحرف
بارزة في تاريخ اللعبة في مصر كونه أول مصري يحرز لقبين متتاليين، وكذلك
في أفريقيا باعتباره أول مدرب يحقق هذا الانجاز منذ الغاني تشارلز جيامفي
(1963 و1965)، علماً بأن الأخير هو المدرب الوحيد الذي أحرز 3 كؤوس قارية
(توج عام 1982 مع غانا أيضاً في ليبيا) .
وإختتم
المنتخب المصري تتويجه بفرحة أخرى ألا وهى إختيار 5 من لاعبيه ضمن
التشكيلة المثالية الأساسية لمنتخب أفريقيا , وهم "الحارس العملاق" عصام
الحضري و"المدافع الصلد" وائل جمعة و"أفضل لاعب فى افريقيا" حسني عبد ربه
و "الساحر" محمد أبو تريكة و"البلدوزر المصرى" عمرو زكي، علماً أن أحمد
فتحي وهاني سعيد اختيرا ضمن تشكيلة احتياطية من 6 لاعبين .
الأهلى بطلاً للدورى المصرى للموسم الرابع على التوالى .. ويطرح تساؤل " هل من منافس؟ "
أحرز
الأهلى بطولته المفضة تاريخياً للمرة الـ33 فى تاريخه ألا وهى بطولة
الدورى المصرى وأستقر درعها للموسم الرابع على التوالى فى دولاب بطولات
وإنجازات النادى الأهلى .
الأهلى ظل مستقراً
طوال العام المنصرم على قمة الدورى ولم يتزحزح من عليها منذ وصوله إليها ,
بل لقد أخذ فى تجميع النقاط والهرب بها دون الألتفات للمنافسين خلفه حتى
جاء أخر الموسم ووجد أنه إبتعد عنهم بـ 17 نقطة كاملة ليستحق عن جدارة لقب
بطل الدورى المصرى موسم 2007/2008 .
من جهة
أخرى إشتدت المنافسة على المركز الثانى المؤهل لبطولى دورى أبطال أفريقيا
والذى شهد منافسة حامية الوطيس بين ثلاثة فرق عليه هم الأسماعيلى والزمالك
و طلائع الجيش , ولكن إستطاع الأسماعيلى أن يحسم هذا المركز لمصلحته بعدما
إحتل مركز الوصيف برصيد 53 نقطة وهو نفس رصيد الزمالك ولكن فرق الأهداف
جاء لمصلحة الدراويش , وجاء خلفهما مباشرة فريق طلائع الجيش والذى أحتل
المركز الرابع لأول مرة فى تاريخه برصيد 51 نقطة .
وظهرت
قوى جديدة كروية على الساحة كأندية الشركات وأندية الشرطة والجيش لتهدد
وجود الأندية الجماهيرية الموجودة على الساحة أو بمعنى أصح المتبقى منها ,
حيث إحتلت تلك أندية بتروجيت وحرس الحدود وإنبى من المركز الخامس وحتى
الثامن بنفس الرصيد "43 نقطة" .
بعد هذا يطرح الجميع التساؤل الذى يساورهم دائماً " هل من منافس للأهلى فى الموسم الجديد؟ " .
الدورى المصرى 2008/2009
لم
يكن أشد المتوقعين قدرة على قراءة الأمور يستطيع أن يجزم على أن عام 2008
سينتهى وفريق غير الأهلى و الزمالك والأسماعيلى هو المتصدر , فبعد مرور
خمسة عشر أسبوع من الدورى وجدنا أن فريق عمره الكروى فى الدورى المصرى
الممتاز لم يتعدى الأربع سنوات ألا وهو بتروجيت متصدراً للدورى وبكل جدارة
وإستحقاق جامعاً 30 نقطة من 15 مباراة وهى بالطبع نسبة قليلة بالنسبة
للمباريات التى لعبت ولكنه تفوق على منافسيه الكبار كالأسماعيلى والزمالك
هذا بالأضافة للأندية صاحبة الباع الطويل فى الدورى ألا وهى الأندية
الجماهيرية والتى أصبحت تنافس منذ أول أسبوع لها فى الدورى على عدم الهبوط
"فقط" وهو أمر يدعو للسخرية.
إستطاع بتروجيت أن
يحقق أفضل نسبة لأندية الدورى فى جمع النقاط فى الدور الأول للدورى مما
يعتبر حقاً مكفول له صدارة الدورى حتى الأن .. نعم حتى الأن فهناك وعلى
بعد 7 نقاط ينتظر الأهلى الأنقضاض على قمة الدورى كما حدث فى الأربع سنوات
الماضية وهو أمر وارد الحدوث بنسبة كبيرة حيث يتبقى للأهلى أربع مباريات
مؤجلة أى فى حالة الفوز بها يجمع 12 نقطة والفارق بينه وبين بتروجيت 7
نقاط فقط .
بداية الدورى هذا العام غير
مثيلاتها فى السنوات الماضية , فـ لأول مرة نجد أن أندية الوسط تلعب وتؤدى
أمام كبار الأندية وتحرجها بل والأدهى أنها تهزمها وأحياناً تكون الهزيمة
أداءاً ونتيجة كما فعلها المصرى أمام الأهلى .
الدورى
لم ينتهى بعد فما زال هناك الدور الثانى بأكمله .. فهل يفعلها الأهلى كما
فعلها طوال السنوات الأربع الماضية .. أم يجيبنا عام 2009 عن السؤال
المحير " هل من منافس للأهلى فى الموسم الجديد؟ " .
يتبع