فتح معبر رفح أمام الحجاج لم يحل المشكلة
ثلاث أزمات يمر بها الفلسطينيون حاليا.. الأولى هي أزمة الخلافات بين
حماس وفتح والتي أدت إلى إجراءات تصعيدية مضادة بينهما، والثانية أزمة
حصار غزة وإعلان المؤسسات الخيرية قرب موت سكانها جوعا ومرضا، أما الأزمة
الثالثة فهي فشل حجاج غزة في الذهاب للحج هذا العام بسبب الخلاف حول
الإجراءات وقائمة الأسماء. كان الحجاج قد أتموا جميع استعداداتهم وفتحت
مصر معبر رفح ورغم ذلك لم يسافر الحجاج.. وسائل الإعلام المختلفة اهتمت
بالموضوع..
صحيفة هيرالد تربيون الأمريكية قالت إن
الحجاج الفلسطينيين الذين من المفترض أنهم متوجهون لتأدية فريضة دينية
مفروضة على جميع المسلمين والذين من بينهم حتما حركة حماس وفتح تم منعهم
وأصبحت هذه الفريضة سببا في تعميق الخلافات لا وسيلة لحلها.
أما صحيفة لوبون الفرنسية فاعتبرت أن حصار غزة هو تجسيد حقيقي لعمق
الخلافات بين حركتي حماس وفتح التي أثرت بدورها على القائمة الموحدة
للحجاج الفلسطينيين الذين من المفترض أن يتم إرسالها للسعودية، وبناء على
هذا الأساس يتم منح تأشيرات الدخول وتسمح مصر بالعبور ولكن هذا السيناريو
لم يحدث وحرم الحجاج من تأدية فريضة دينية هي الأهم لكل مسلم.
وأشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن الحجاج الفلسطينيين حرموا
من مناسك دينية ليس بسبب التعنت الإسرائيلي ولكن بسبب تعنت حركتي حماس
وفتح، فالتعنت جاء من الداخل وليس من الخارج وعجزت دول عربية على إيجاد
مخرج لهذا التعنت الذي أدى إلى التفريق بين حجاج من حماس وحجاج من فتح رغم
أنهم جميعا مسلمون!!
بينما أبرز موقع قناة فوكس نيوز خبر فشل حجاج غزة في الذهاب للحج بسبب
تمسك حماس بعدد حجاج كبير متناسية أن هناك حجاجا آخرين من فتح وهناك عدد
معين مسموح به للجانب الفلسطيني بشكل عام للتوجه للحج؛ في إشارة إلى أن
حماس هي السبب في فشل الحجاج في الذهاب لتأدية هذه الفريضة التي لا تتم
سوى مرة واحدة ولا مجال لتعويضهم هذا العام وكان يجب على حماس إجراء
تنازلات إنسانية.
صحيفة ليبراسيون الفرنسية أكدت أن ما يحدث
بين فتح وحماس وصل إلى التعنت الإنساني ففريضة الحج هي أمل كل مسلم يريد
تتويج تقربه من الله بتأدية هذه الفريضة ورغم الحصار الذي تعانيه غزة وفشل
المحاولات العربية في كسر الحصار لم يفقد هؤلاء الحجاج الأمل في التوجه
للحج وكانت صدمتهم الشديدة أن خلافات حماس وفتح ستمنعهم من تأدية الحج وهي
الصدمة الأكبر على مستوى خلافات الجانبين، بينما أكدت صحيفة لوس أنجلوس
الأمريكية أن فتح وحماس في حاجة لوساطة دولية من أجل أن يحلا خلافاتهما
التي أثرت على الشعب الفلسطيني إلى حد منعهم من تأدية أهم شعائر دينية
بدلا من أن تكون الوساطة الدولية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهذا يعد
نزيفا أكثر لجرح القضية الفلسطينية، ويصعب من إيجاد حلول سريعة لها في عهد
أوباما.
وأوضحت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أنها مأساة تعدت كل الخطوط وأن حماس
وفتح لم يبقيا على مسافة للتقارب حتى في الشعائر الدينية وبدلا من أن
يلتفت الجميع لفشل وصول سفينة المساعدات الليبية لغزة بسبب رفض إسرائيل
ومطاردتها لها حيث تزداد معاناة المواطنين هناك، بقي الحصار واتسعت وتعمقت
الخلافات وزاد حرج المجتمع العربي والدولي الذي لن يستطيع ممارسة ضغوط على
إسرائيل لأن الخلافات الداخلية أعمق وأخطر.
"خلط السياسة بالدين هو أمر غير مقبول".. هكذا علق دكتور أحمد عمر هاشم
وكيل اللجنة الدينية في مجلس الشعب قائلا إن فريضة الحج هي التي ينتظر
تأديتها المسلم ويحرم نفسه من الضروريات ليوفر المبالغ التي تمكنه من
تأديتها خاصة إذا كانوا من كبار السن وعندما تتوفر لهم كل السبل الشخصية
لتأدية الفريضة ولا تتوفر لهم كل السبل الرسمية لتأديتها بناء على خلافات
داخلية تكون الصدمة شديدة ويجب على حماس وفتح أن يتناسيا خلافاتهما حتى في
موسم الحج والعيد على الأقل ويتخذا هذه المناسبة فرصة لإصلاح ذات البين
بينهما.
أما دكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية
في مجلس الشعب فقال إن عدم توجه حجاج غزة للحج وأن يصل الخلاف إلى حرمان
المواطنين من تأدية شعائرهم الدينية هو أمر مؤسف للغاية مؤكدا أن مصر
والسعودية لم تقصرا في توفير السبل المناسبة للحجاج الفلسطينيين لكن يبقى
التعنت هو العنوان الرئيسي بين حماس وفتح متسائلا ما ذنب الشعب في ذلك
الخلاف؟ وأكد في النهاية أنه يجب النظر بعين الاعتبار لمصلحة الشعب العامة
قبل البحث عن المصلحة الخاصة.