التفكير بإيجابية.. برنامجك للنجاح الشخصي (2)

2009





التفكير بإيجابية.. برنامجك للنجاح الشخصي








استعرضنا فيالموضوع السابق
الباب الأول والثاني من كتاب التفكير الإيجابي لـ"فيرا بيفر" -المحللة
والأخصائية المؤهلة في مجال التنويم المغناطيسي والحركة والتدريب- واليوم
نواصل عرض كتاب التفكير الإيجابي الذي يعتني في المقام الأول بمعالجة ضغوط
العمل والمنزل، وكيفية تفاقم الضغط والقلق وغيره من أشكال فقدان الثقة،
كما يتناول أيضًا أعراض الحياة غير الصحية.

يتناول الباب الثالث من الكتاب مناقشات حول مشكلات معينة يعاني
منها معظمنا، وتكون عائقًا أمام نجاحنا وتحقيق أهدافنا. وتحدد الكاتبة
مجموعة من العبارات التي تُميّز كل مشكلة وتخلق رسائل سلبية في العقل
الباطن، ومن ثم يتكون التفكير السلبي والنظرة السلبية للشخص عن ذاته، ثم
تحلل بيفر هذه العبارات لتخرج منها بالسلوكيات المسببة لهذه المشكلات،
وتخبرنا بكيفية معالجتها من زوايا مختلفة والتفكير فيها بطريقة أكثر
إيجابية، وبهذا ستجد خطة تساعدك على إرساء قواعد جديدة للتفكير البنّاء في
عقلك الباطن، ومن الضروري "أن يكون لديك خطة محددة"، وأن تقرأ خطتك عدة
مرات يومياً، انقلها في ورقة وخذها معك في كل مكان واحفظها عن ظهر قلب،
وكررها لنفسك مرة بعد أخرى حتى تنغرس في عقلك الباطن بالتكرار المستمر.

وخطة فيرا بيفر هذه تحتوي فقط على الأفكار الإيجابية؛ لذا ستجد
فائدة جسمانية من تحقيقها؛ فعندما تُفكر في أفكار سارة وبنّاءة يسترخي
جسمك، وإن كان لديك شك في ذلك فحاول أن تفعل العكس، تذكر تجربة من الماضي
أحسست فيها بغضب شديد، استحضرها في ذهنك لحظة، وستلاحظ رد فعل جسدك لهذه
الأفكار السلبية؛ فعضلات فكك تنقبض، وتتشنج عضلات بطنك ويرتفع ضغط دمك؛
مما يجعلك تشعر بضغط في رأسك، ومن ثم تشعر بعدم الارتياح.

وهذا الأسلوب فعال إذا استخدم بطريقة عكسية؛ فعندما تملأ رأسك
بالأفكار والذكريات الإيجابية؛ فإن جسمك يتخلص من التوتر وتتراخى عضلاتك
وتعمل أعضاؤك في انسجام ويتخلل جسمك شعور بالراحة والصحة.

وسنعرض إحدى المشكلات التي تناولتها الكاتبة، والتي يعاني منها
أغلبنا، ونعرض الشكل الإيجابي الذي وضعته فيرا بيفر للتعامل مع المشكلة؛
حيث تقوم بيفر بشرح المشكلة وشرح أسبابها والتي قد تتكون من الطفولة، ثم
تقوم بعمل سيناريو واضح للمشكلة، كما يدور في أذهاننا، ثم تضع صيغة
إيجابية مختصرة لتوصيل رسالة بنّاءة إلى العقل الباطن لمواجهة المشكلة؛ فعلى سبيل المثال:

يعاني معظمنا من الضغط العصبي والذي يُترجم عملياً في أن تشعر أنك
لا تستطيع تحمّل أعباء العمل، وإذا ارتكبت أبسط الأخطاء تشعر أن عليك
القيام بالعمل ثانية، تستغرق بعض الوقت كي توقف التفكير في العمل عندما
تعود للمنزل وتشعر باستمرار بالتوتر، وأنك سهل الاستثارة، أو عنيف، أو
تنتابك رغبة في البكاء. كل ما أحسسته من استرخاء أثناء العطلة يتلاشى
عندما تدخل مكتبك في أول يوم تعود فيه للعمل، وقد يتطوّر الأمر مع البعض
ويُصابون بأعراض جسمانية كالأزمات القلبية والجلطات من جراء الضغوط.

وتحذر الكاتبة من الأعراض الجسمانية والعقلية التي تصاحب الضغط العصبي مثل:
الغثيان، الدوار، ضيق التنفس، الإفراط في الأكل، أو فقدان الشهية، الإفراط في التدخين.

اضطراب النوم والأرق، التململ وعض الأنامل، آلام الظهر، والعنق والصداع، وتدهور الذاكرة وفقدان التركيز.

الإحساس بالإحباط والفشل أو العنف أو الرغبة في البكاء، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، والاكتئاب والقلق والتوتر.


وتضع بيفر مجموعة من الإسعافات الأولية للخروج من هذه الحلقة
المفرغة من الهموم، وعليك أن تقوم بهذه الخطوات إذا ما شعرت بأحد الأعراض
السابقة.

انسحب بأسرع ما يمكن واجلس في مكان ما وخذ
نفساً عميقاً وأرخ كتفيك، خذ نفساً عميقاً آخر وابسط كفيك، خذ شهيقا عميقا
واكتم نَفسك حتى تعد للرقم خمسة ثم أخرج النفس.


كرر هذه الخطوة خمس مرات على الأقل، وهذه التمرينات تقلل من حدة أعراض
الضغط العصبي وتمكنك من التفكير بوضوح؛ لأنك ببساطة ستهدأ وستمسح للأكسجين
أن يصل للمخ.


والصيغة المختصرة الإيجابية التي تضعها بيفر للضغط العصبي ويجب عليك تكرارها دائما هي :
- لا شيء يكدرني أو يربكني، فثقتي بنفسي قوية كالصخرة.

- النجاح شيء مسلم به، أنا أحقق أهدافي بسهولة.

- الاسترخاء يأتي بسهولة ويستعيد جسمي نشاطه بسرعة، وكل استراحة امتلئ فيها بطاقة جديدة.
وهكذا تستعرض معنا بيفر المشاكل اليومية التي يعاني منها أغلبنا من قلق
وندم.. وحدة.. مرض.. غيرة وحسد، وتحاول أن تجعل منها رسائل إيجابية.

أما الباب الرابع والأخير من هذا الكتاب والذي جاء بعنوان:
"التنويم المغناطيسي والتنويم الذاتي" يتناول كيفية استخدام هذه التقنيات
لمعرفة السبب الباطن لمشكلتك في وقت قصير نسبيا عادة من (8-15) جلسة حيث
يسترجع الإنسان مواقف حدثت له سواء في طفولته أو شبابه؛ ولكنها تركت
بداخله مشاعر سلبية يعاني منها في كافة جوانب حياته، وبمجرد تذكر هذه
المواقف التي سببت له هذه المشاعر؛ فإنه يعلم من أين تولدت هذه المشاعر
وعندها يختفي شعوره بالقلق دائماً



.