أمازلت تشعر باليأس كما كان الحال منذ عامين؟ أمازلت تعمل في نفس الوظيفة القديمة؟ أمازلت تُلقي باللوم على الناس والأشياء؟
بهذه الأسئلة بدأت فيرا بيفر -محللة وأخصائية مؤهلة في مجالي التنويم المغناطيسي والحركة والتدريب- مقدّمة كتابها "التفكير الإيجابي" المترجم إلى العربية والصادر عن مكتبة جرير.
يعرض كتاب بيفر الطرق الفعالة والبسيطة لجعل التفكير الإيجابي جزءاً من حياتنا اليومية، ويأتي الكتاب في أربعة أبواب تتناول موضوعات متنوعة. حيث تبدأ بابها الأول بشرح تجربة البندول والتي جاءت بعنوان "العقل فوق المادة" حيث تنصح بيفر قراءها قبل الدخول في المناقشات النظرية عن "كيفية عمل العقل" أن يقوموا بإجراء هذه التجربة:
والتجربة بشكل مبسط عبارة عن:
احضر شريطاً واربط بطرفه بندولاً أو حلقة أو قلماً ثم اربط الطرف الآخر للشريط حول سبابتك اليمنى، ثبّت ذراعك على منضدة واسند معصمك الأيمن بيدك اليسرى لتبقى يدك اليمنى ثابتة تماماً، ابدأ بخفض سبابتك اليمنى حتى يستقر البندول على المنضدة ثم ارفع سبابتك برفق حتى يبقى البندول المعلّق ثابتاً ولا تُحرّك يدك أثناء إجراء هذه التجربة.
والآن ثبت نظرك على البندول، وتخيّل أنه يتحرّك من اليسار إلى اليمين، وتخيّل الحركة في ذهنك، وقل لنفسك في صمت "من اليسار إلى اليمين"، وسترى أنه يتحرّك فعلاً بنفس الطريقة وسيتحرّك أولاً حركة بسيطة جداً. واصل التخيّل حتى ترى الحركة في ذهنك تزداد وسوف ترى أن ذلك سوف يتحقق أيضًا.
والآن اخفض يدك مرة أخرى ليستقر الشيء على سطح المائدة مرة أخرى، ثم ارفعه ببطء من على السطح حتى يُصبح معلقاً في وضع ثابت، ثم تخيّل أنه يتأرجح في اتجاه عقارب الساعة ثم حرّك عينيك في اتجاهها حول الشيء، تخيل الحركة وسوف تُلاحظ أن البندول بدأ يتأرجح في نفس الاتجاه، وأثناء ذلك تأكد من عدم تحرك اليد التي تحمل البندول.
وبالطبع يمكن جعل البندول يتأرجح عكس اتجاه عقارب الساعة أو في اتجاهها. النتيجة دائماً واحدة: البندول يتبع الاتجاه الذي تخيلته دائمًا.
وتخرج بيفر من هذه التجربة بأنه: عندما تدخل إرادتك في صراع مع خيالك فإن الخيال ينتصر دائمًا.
وتنصح فيرا من فقد قدرته على الخيال بأن يقوم بالعديد من التدريبات التي أوردتها له في صفحات كتابها؛ لتقوية الخيال انطلاقاً من القاعدة التي ذكرتها بأن الخيال ينتصر دائماً.
وتبدأ بيفر في شرح التفكير الإيجابي، وتؤكد على أن نوعية أفكارك هي التي تحدد شكل حياتك وتضرب لنا العديد من الأمثلة التي تُوضح هذه القاعدة.
وتستعرض الكاتبة في الباب الثاني الأفكار التي تدور في ذهن الإنسان، وهل هي إيجابية أم سلبية؟ وتشرح كيفية تحويل الأفكار الهدامة إلى رسائل إيجابية، وكيفية الاتصال بالعقل الباطن وإيصال هذه الرسائل الإيجابية التي تنبع من توقفك عن تمثيل دور الضحية، وتكوين نظرة إيجابية لنفسك واستخدام الأفكار الإيجابية الجديدة بشكل متكرر لأن العادات القديمة لا تندثر بسهولة.
وتضع لنا الكاتبة في نهاية الباب الثاني برنامجاً للنجاح الشخصي يقوم على بعض النقاط:
• كن مسئولاً عن نفسك وعن أفعالك وأحاسيسك، أنت الوحيد الذي يمكنه التحكم فيها ولا تنتظر أن يتغيّر العالم من حولك؛ لأن هذا لن يحدث فلا تقول مثلاً إن البطالة منتشرة وإني لن أستطيع الحصول على فرصة عمل وتستسلم لحالة اليأس والإحباط.
• قيّم الموقف، ووضعك الحالي، ونظرتك لنفسك فعلى سبيل المثال –وما زلنا نتحدّث عن البطالة- تعرّف على احتياجات سوق العمل وتعرّف على ما ينقصك للحصول على الوظيفة المناسبة سواء كان لغة مثلاً أو مهارات حاسب آلي.
• ضع قائمة بالأشياء التي تريد تغييرها بترتيب أولوياتها، وعالج كلاً منها على حدة. كأن تضع قائمة بالمهارات التي تريد اكتسابها للحصول على الوظيفة، ابدأ مثلا باللغة ثم مهارات الحاسب الآلي ثم مهارات الاتصال وابدأ في البحث عن دورات تدريبية وفقاً للأوليات التي وضعتها.
• ستجد أنه لا يوجد غالباً شيء يمكنك عمله تجاه العوامل الخارجية لذا ركز جهودك على سلوكياتك. فأنت لن تستطيع حل أزمة البطالة ولكن تستطيع البحث عن فرصة عمل وتطوير ذاتك لتكتسب ما ينقصك للحصول على هذه الوظيفة.
• حدد لنفسك هدفًا، وكن محدداً فيما تريد، وكن واقعياً حيال أهدافك، وابدأ بالأعمال التمهيدية التي تمكنك من تحقيق أهدافك كالتدرب والتعلم.
• امح كلمة "لا أستطيع" من قاموسك. فاستعن بالله ولا تعجز.
• استعد جسمانياً وذهنياً، وتأكد أن عقلك في أفضل حالاته لتبدأ بالنقطة الأولى.
• ابدأ يومك بالوقوف أمام المرآة، وقل لنفسك إن الأوضاع ستتغير للأفضل وكن واثقاً من ذلك، تخيّل نفسك وقد حققت هدفك.. تخيّل نفسك أمام المرآة وعلى وجهك ابتسامة يملأها الشموخ.
وأخيراً.. توقف عن اختلاق الأعذار.. وابدأ الآن.
وللتعرّف على عقبات التواصل مع الآخرين؛ الضغط العصبي.. أعباء العمل.. التوتر والعنف.. القلق والندم.. والوحدة والمرض.. والغيرة والحسد.. وتأثير كل هذا على تفكيرك وطرق التعامل مع هذه العقبات.