خصائص شهر رمضان وفضل الصائمين

لرمضان مزايا عديدة وخصائص كبرى أجلها وأشرفها نزول القرآن الكريم فقد
أنزل فيه القرآن الى السماء الدنيا جملة واحدة أولاً في ليلة القدرثُم
تنزل نجوما مفرقا على حسب مقتضيات الأحوال والمناسبات والوقائع.

قال سبحانه وتعالى :"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان " .

كما أنزلت فيه جميع الكتب السماوية فعن
وائلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"
أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام , في أول ليلة من رمضان , وأنزلت التوراة
لِِِستٍ مضين من رمضان ,والإنجيل لِثلاث عشرة خلت من رمضان , وأنزل
الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان ."

ومن جملة ما اختص الله تعالى به هذا الشهر المبارك ,تصفيد الشياطين فيه,وإغلاق أبواب النار وفتح أبواب الجنان وعتق أناس من النار عند كل إفطار,
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا
كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم
يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنان فلم يفلق منها باب ونادى منادٍ يا باغي
الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر , ولله عتقاء من النار ."

وفيه أيضا مضاعفة ثواب الطاعات والعبادات
كما جاء في حديث سلمان رضي الله عنه :" من تقلرب فيه بخصلة من الخير كان
كمن أدى فريضة فيما سواه , ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة
فيما سواه ."

ومنها استجابة الدعاء
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
ثلاثة لا ترد دعوتهم , الإمام العادل , والصائم حين يفطر , ودعوة المظلوم
."

ومنها أن الله تعالى جعل حال الصائم كله عبادة وطاعة
فعن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى
الله عليه وسلم :" نوم الصائم عبادة, وصمته تسبيح , وعمله مضاعف,وذنبه
مغفور , ودعاؤه مستجاب ."

وأيضا أنه سبحانه وتعالى جعل للصائم فرحتين إذا أفطر ,وإذا لقي ربه
.أما فرحه عند فطره شرط أن يكون فطره على حلال فإن كان فطره على حرام كان
ممن صام عما أحل الله وأفطر على ما حرم الله ولم يستجب له دعاء . وأما
فرحه بلقاء ربه فلما يجده عنده سبحانه من ثواب الصيام مدخرا فيجده أحوج ما
كان إليه .

كما أن الله تعالى جعل لمن فطَره من الثواب الجزيل ما لاينقص من ثواب الصائم نفسه وفي سبيل ‘كرام من أكرم الصائم جعل هذا الثواب ولو كان على لقمة خبز أو شربة ماء .

ومن
الخصائص التي أكرم الله بها الصائمين في هذا الشهر ما جاء في الحديث الذي
رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي : أما واحدة فإنه
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظرالله تعالى إليهم ,ومن نظر الله إليه لم
يعذبه أبدا , وأما الثانية ,ف‘ن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من
ريح المسك , وأما الثالثة , فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة ,
وأما الرابعة , فإن الله تعالى يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي
, أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي , وأما الخامسة ,
فإنه إذا كان آ خر ليلة غفر لهم جميعا ." فقال رجل من القوم : أهي ليلة
القدر ؟ قال لا , ألم تر إلى العمال يعملون , فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا
أجورهم ."

وإن من فضل الصائمين وجزيل ثوابهم يوم القيامة أن اختصهم الله تعالى بباب في الجنة يقال له باب الريان يدخلون منه يوم القيامة لا يدخل معهم ولا بعدهم غيرهم اظهارا لشرفهم وفضلهم
حيث ينادى مناد على رؤؤس الأشهاد : أين الصائمون ؟ فيراهم القاصي والداني
ويتمنى متمن أن لو كان معهم ويتحسر متحسر على ما فاته من الدنيا من فرصة
العمل والجد وما ضاع عليه من أوقات ثمينة وساعات مباركة .

تلك أهم خصائص شهر
رمضان والصائمين فيه وأجرهم فما أعظم هذا الشهر وما أجل قدره عند رب
العالمين ومن رزقه الله التوفيق وألهمه السداد استقبله بالتةبة الخالصة
والقلب المنيب وحرص على اغتنام أوقاته والاجتهاد في التعرض لما فيه من
نفحات الرحمة والمغفرة وقد كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه إذادخل
شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل وكان يقول :" رغم أنف رجل دخل عليه
رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ..."