كلـــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كلـــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــات

منتدى يهتم بالشباب العربى وبشتى ألوان المعرفة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 451
sms : My SMS ارق امنياتي لكم كلمات
نقاط : 79
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات Empty
مُساهمةموضوع: أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات   أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات Icon_minitimeالأحد ديسمبر 14, 2008 9:37 am

<tr></tr><tr></tr>





" أيام الشتات"
رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات

<table align="left"><tr height="1"></tr><tr><td width="1">
</td><td align="center"> أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات 629343</td></tr><tr><td width="1">
</td><td align="center">غلاف الرواية </td><td width="1">
</td><td>
</td></tr></table>تقيم
مكتبة "البلد" بالقاهرة أمام الجامعة الأمريكية حفل توقيع السابعة مساء الأربعاء
لرواية "أيام الشتات" للكاتب والأديب د. كمال رحيم بحضور نخبة من النقاد والأدباء.
والرواية صادرة عن دار سفينكس للآداب والفنون.

تحكي رواية "أيام الشتات" قصة
جلال الشاب المسلم الذي توفي أبوه وهو صغير فتربى في كنف أسرة أمه اليهودية بمصر،
وعندما رحلت إلى باريس واستوطنتها رحل معها، حيث أقاما بحي "بارباس" أحد أحيائها
الشعبية الذي يضم عدداً كبيراً من المهاجرين، جزائريين وتوانسة ومغاربة وأفارقة
سود، والذين اتسعت علاقته بهم تدريجياً إضافه إلى اليهود المصريين من أصدقاء جده
ممن رحلوا تباعاً من مصر متخذين من فرنسا موطناً لهم.

الرواية وفق ما كتبت
سناء صليحة بصحيفة "الأهرام" المصرية تتحدث عن الشتات المادي والمعنوي الذي عاناه
جلال‏,‏ بطل العمل‏,‏ وكل من أفراد أسرته‏,‏ بدرجة أو بأخرى أو بسبب أو لآخر‏,‏ منذ
أن عنت لهم فكرة الرحيل عن مصر.

يبدأ جلال في الكد لكسب العيش، فتسوقه
الأحداث للارتباط برجل لبناني ويعملان في تجارة الملابس، التي تبدأ صغيرة في أول
الأمر ثم تتسع وتزداد يوما بعد يوم، مما يؤدي إلى انغماسه في حياته الجديدة
أكثر وأكثر إلى أن يقع أمران هامان في مصر، هما زيارة الرئيس السادات للقدس وحادثة
إغتياله.. وقد كان لهما أثر كبير في إظهار حقيقة نفسه نحو وطنه، والتي بدت في
حوارته ونقاشاته الساخنة مع هولاء المهاجرين، فضلاً عما لاحظه من أثر هذين الأمرين
على الجالية اليهودية التي ظن بعض أفرادها وأولهم جده أن المشكلة حلت، وأنهم عائدون
إلى مصر بلدهم.

ووفق موقع "كيكا" الثقافي يتزوج جلال من ابنة خالته "راشيل"
لكن هذه الزيجه لا تستمر، فيتزوج ثانية من فتاة مسلمة اسمها "خديجه" أبوها يظهر
بوضوح عدائه لليهود، وفي المقابل نجد الجدة "جدة جلال" مثلها مثله في العداء، غير
أن الأسرتين تقبلان المصاهرة في النهاية ارضاءً لجلال.

ولقد أثر موت الجد في
جلال تأثيراً كبيراً، فقد اكتشف أنه عاد يتيماً إذ كان هذا الرجل المتسامح بمثابة
الأب والأم في آن واحد، بل وبدا له وكأنه كان الملاذ والوطن الذي يحتمي به في
غربته، وبعد موته لم يعد له من سبيل إلا الرجوع إلى مصر بعد أعوام طوال قضاها
غريباً في فرنسا.

يقول الدكتور محمد علي سلامة أستاذ النقد الأدبي الحديث عن
الرواية: "...يتداخل التاريخ مع الواقع، والسياسي مع الاجتماعي والاقتصادي، بل
تتحرك المأثورات الشعبية مع الشعر والغناء، وتقف من وراء ذلك خلفية دينية ممزوجة
أحياناً بالوطنية، وأحياناً أخرى بالجوانب النفسية المكنونة في داخل شخصية جلال بطل
العمل الروائي".
ومن الرواية نقرأ هذا الفصل - وفقا لـ "كيكا"-:

كانت أمي
بالأرجنتين هي وزوجها يعقوب، يعودان ابنه المقيم هناك..
اكتمل ضجري
برجوعهما..
سمعت رنات متوترة من جرس الباب، فقمت لأجدها مقطبة الوجه وهو إلى
جوارها متبسم وعلى رأسه قبعة من الخوص، ويرتدي قميصاً بنصف كم لونه أصفر فاقع وفي
منطقة الصدر رسم لببغاء بمنقار معْقُوص.
سألتني بلهفة ومن على الباب، عن الخطاب
الذي تركه جدي..
- حاضر. حاضر. بس اتفضلوا الأول!
وذهبت أنا إلى غرفتي لآتي
بالخطاب، وكان يرد إلى سمعي صوتها وهي تتحدث متبرمة مني ومن أفعالي، وبأني واحد من
اثنين: إما عبيط أو "بَسْتَعْبطَ"، وبغيظ مكتوم تقول: إنها ضيعت عمرها عليَّ. ربت
وكبرت وتحملت، وماذا في النهاية يا يعقوب! ولد عاق يضيع حق أمه، ولا يستشيرها حتى
قبل أن يفعل ما فعله..
وهو يسكتها بصوت خافت.
- خلاص يا كوكو خلاص. مش
وقته!
تلكأت لأسمع المزيد والأمر ملتبس عليًّ، فهل هي غاضبة مثلها مثل خالي
إيزاك لمحاولتي نقل جثمان جدي؟! أم للنقود التي سلمتها لخالي شمعون؟ والتي ألمحت
إليها خالتي بيلا عندما كنت عندها..
ويبدو أنها قلقت لتأخري عليها، إذ جاءني
صوتها عالياً..
- فين يا ابني الورق؟
سلمتها الخطاب فأخذت تقرؤه بصوت مسموع،
وتغمغم بين السطور بأصوات تلقي اللوم على هذا الذي فعله جدي..
ثم وجهت كلامها
للأستاذ يعقوب:
- دا البابا الله يرحمه ماشي بالعكس! لا هو عايز يستنى معانا
هنا! ولا حتى قلبه حن غير على شمعون!
فأخفض عينيه قائلاً:
- الله يرحمه. كان
راجل طيب وعلى نياته!
- دا مجبش سيرتي بكلمة واحدة! ثم مش كان يكتب الجواب
لإيزاك أكبر أولاده، وإذا كان عايز يوصي على حاجة يوصيه هو..
ابتلعت كلامها،
وأخرجت هي علبة سجائرها أشعلت واحدة وقالت لي:
- خلاص، النصيب بتاع شمعون أفندي
الله يسهل له فيه، لكن نصيب الماما المكتوب في الجواب راح فين؟
- برضه لخالي
شمعون..
فاحتقن وجهها.
- خالك أيه! يعني انت اديته الفلوس كلها؟!
- بالظبط
كده..
- التلتميت ألف!
- لا.. دول طلعوا تلتميت ألف وعشرة وخدهم من
ساعتها.
- آه يا حمار يا غبي! عملت كده من دماغك لا شاورت ولا سألت!!
فار
الدم في عروقي، غير أني ملكت نفسي وأجبتها بصوت هادئ، وكلام واضح مفسر:
- أيوه
هو دا اللي حصل. عملت كده من دماغي. لا شاورت ولا سألت.
وتدخل الأستاذ يعقوب
ملطفاً:
<table align="left"><tr height="1"></tr><tr><td width="1">
</td><td align="center"> أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات 502997</td></tr><tr><td width="1">
</td><td align="center">
</td><td width="1">
</td><td>
</td></tr></table>- أوعى تزعل من كلام الماما يا جلال، ياريت الواحد لسه الماما بتاعته
عايشه وبتزعق وتشتم وتضرب كمان! كان كل ده يبقى على قلبي زي العسل.
ووضع كفه على
يد أمي مربتاً:
- وانتي يا كوكو جرى أيه! فلوس أيه اللي انتي بتسألي عنها هو
انتي محتاجه! الحمد لله الرب مبارك والخير عندنا كتير.
فردت بغيظ:
- يا يعقوب
الولد ده مفيهوش خير! مش يحاجي عليَّه ويقول حاجة الماما وفلوس الماما! لا .. دا
حضرته إدَّا كل حاجة لشمعون! وبعدين شمعون دا راجل خايب ومراته سارة هي اللي هتكوش
على كل حاجة! وبدال ما المقشفة دي تفرتك الفلوس على نفسها كنت أنا أولى بيها.
لم
أعلق..
هي التي طفقت تتكلم وعلى نفس الوتيرة..
تلوم وتنهر وتعاير، وأنا صامت
وأصابعي تمتد إلى ولاعة الأستاذ يعقوب الملقاة أمامنا على المنضدة، تعبث بها،
تشعلها وتطفئها، وأعود بمنكبي إلى ظهر المقعد وأضع ساقاً على ساق وشيء من المتعة
يجتاحني! يدغدغ مسام قلبي! يريحني!
صحيح أنها متعة قاتمة! متعة بلا فرح وعلى
حساب أمي! غير أنها في النهاية كانت متعة، وتزداد كلما أوغلت هي في حنقها عليّ،
فيتلذذ جزء مني ضارباً عُرْض الحائط بالجزء الذي لا يتلذذ.
متعة والعياذ بالله
تقرب من متعة من يثأر! من ينتقم! من يفعل شيئاً يجب أن يُفعل! ثم ماذا؟ لا هو انتشى
به وقد لا يكون راضياً عنه، غير أنه هدأ وارتاح بعد أن فعله..
هي أمي، غير أن
قلبي كان غاضباً عليها..
أهانت أبي..
أهانته أمامي، وأمام هذا الأستاذ الذي
يقف بيننا، هذا القط العجوز الذي تتعرى أمامه كل ليلة!
نسيت..
نسيت أبي ..
نسيتني .. نفضت يدها من الدنيا القديمة التي كنا نحياها، ولاك لسانها فيما
لا
يُلاك فيه!
كنت أستطيع إفهامها أني حاولت نقل جثمان جدي لتنفيذ رغبة طالما
تمناها، غير أنه حتى هذا الأمر لم يعْنِها! أبقيناه هنا، نقلناه إلى البساتين، أو
إلى حيفا أو تل أبيب؛ فلا فرق .. المهم هو الفلوس! الفلوس!
وحتى بالنسبة لهذه
الفلوس التي أكلت عقلها، كنت أستطيع أن أقول لها إنه عندما كتب جدي هذا الخطاب كانت
جدتي في كامل وعيها، وقضت دون أن تعرف بأمره، فالمال مال جدي وآل في النهاية لمن
أحس بأنه في حاجة إليه ..
أنا لا أعرف شريعتكم يا سيدة كوكو؟! ما أعرفه أن جدي
استبقى أمراً لما بعد مماته وعهد إليّ بأن أنوب عنه فيه كما لو كان حياً، وأني
استشرت قريبكم الأستاذ شاؤول العاقل الحصيف فأشار عليَّ بذلك..
وكان يمكن أن
أقول لها أيضاً إن هذا المخلوق الذي تزوجته يملك أموالاً تسد عين الشمس، أما خالي
شمعون فرجل فقير، غلبان، أَرْزُقي يعمل باليومية. أو أسوق لها كلاماً آخر بالحق أو
حتى بالباطل يطفئ لهفتها على هذه النقود، أو أن أقوم وأقبل رأسها ويدها وأنهي
المسألة من جذورها، إلا أني لم أفعل! كنت أقدر بل وكدت، غير أن شيئاً بداخلي أمسك
بي، منعني من أن أفعل..
***
لم تخف حدة الجلسة إلا بعد وقت طويل..
مضت
برهة زمن ملولة عقيمة بلا كلام، يختلس كل منا النظر فيها للآخر عندما يكون مشغولاً
عنه، أو نقوم بأعمال تافهة كعقد رباط الحذاء أو الحك بالظفر أو أخذ رشفة ماء من
كوب، ثم بدأنا نتكلم ثانية، ولكن في أشياء أخرى..
أشياء (على الماشي) من تلك
التي يقولها الناس لبعضهم البعض عندما يثرثرون على مقهى، أو يلتقون عرضاً في طريق.
ولملمت هي أشياءها، علبة سجائرها والنظارة وسلسلة المفاتيح، وسألتني على سبيل إبراء
الذمة وهي تتهيأ للقيام، عن تجارتي وشركتي وحال أبي الشوارب معي..
وأنا أقول:
تمام. تمام!
وعلى سبيل النصح، اقترحت عليَّ أن أترك هذه الشقة وأبحث لي عن مكان
آخر يليق بي..
وأنا ليس على لساني غير: تمام. تمام!
وأن أجمع كل هذه القمامة،
غرفة نوم جدي، منضدة الطعام، المقاعد الخربة، أدوات المطبخ، وأبيعها للبواب أو حتى
أذهب بها إلى سوق "البراغيث" وأبيعها هناك، فقلت لها: لن أبيعها ولو بمال الدنيا
كله ففيها رائحة جدي..
وزلف لساني ..
- وأيه اللي ناقص تاني يا مدام
كوكو؟!
خرجت مني هذه الكلمات بلا وعي. لم أقصدها وندمت عليها بعدها. أوقعت نفسي
بلساني. ليس كل نفسي، جزؤها الغاضب فقط، والجزء الآخر المتعلق بأمي كان أضعف من أن
يقمعها داخل فمي ويعيدها ثانية إلى جوفي.
ووجمت..
وسعل الأستاذ يعقوب سعلة
خفيفة ثم وضع السيجار في فمه وقرب منه قداحته المشتعلة، لم تكن عيناه تركزان
فيما يفعل فانطفأت القداحة، أشعلها عدة مرات وهو يرمق أمي ثم يرمقني متوقعاً مشاجرة
تدب بيننا، غير أن شيئاً لم يحدث، وخرج الدخان أخيراً من فمه قميئاً رائحته
ممضة.
وهي ساهمة..
ليس سهوماً من ذاك الذي تغرب فيه العين، وإنما شيء أشبه
بالخاطر الذي يأتي كفركة الإصبع ويعقبه سكون يتقد فيه شعاع العين، ولسان حالها
يقول: أين كان هذا غائباً عني!
فقد هبت واقفة ووراءها الأستاذ يعقوب، وأنا أحسب
أنها سوف تخرج غاضبة، وتهيأت لأن أتعلق بذراعها. أقبل يدها، أو حتى قدمها إلا أن
الأمر لم يجر على هذا النحو، وكأنها لم تسمع عبارة: " يا مدام كوكو" أو سمعتها ولم
تكترث، العبارة التي كان لها المفعول هي: "وإيه اللي ناقص تاني"، فقد ذكرتها بالشيء
الذي كان غائباً عنها، وجعلها تلج غرفة جدتي مسرعة وتعبث بأرفف دولابها وتأتي بعلبة
مصاغها وعيناها تلمعان بالفرحة، والأستاذ يعقوب يتكفَّأ وراءها، ذهب وأتى
معها.
لم تكن علبة..
فحرام أن نسميها هكذا، وإنما هي صندوق أشبه بصناديق "على
بابا"، متخم بكل لون وصنف. أقراط. خواتم. أساور. خلخال يمسك بكاحل القدم، يبدو أنه
من بقايا مصاغ جدتي الذي جهزها به أبوها سوارس. وذهب لونه فاتح وآخر لونه غامق.
وحُلي بها فصوص وأخرى بلا فصوص.
أنا نفسي اندهشت من كل هذه الأشياء، لم أرها رغم
طول السنين، كنت أرى أشياءً متناثرة منها فقط، مرة على معصمها أو على صدرها أو
مدلاة من أذنها.
أين كان كل هذا! فلم تكن جدتي تُطْلع عليه أحداً! كانت تخبئه
للزمن، ولم تكن المسكينة تعرف أن الزمن هو ابنتها "كوكو" التي تعيش معها ليل
نهار!
أطفأ الأستاذ يعقوب السيجار، وأغلقت هي الصندوق ثم زحزحته عدة بوصات من
موضعه حتى استقر أمامه، وقالت له:
- خلي بالك وأنا لحظة بس في الحمام وهنمشي على
طول.
كنت أرمقها وهي تفعل ذلك ثم وهي تستدير متجهة إلى الحمام حتى واراها بابه،
ومكثت أنا وهو لا يلفظ أحد منا للآخر بكلمة إلى أن سمعنا صرير باب الحمام وهي تخرج
منه، فقام هو حاملاً الصندوق ويقول:
- خلاص يا كوكو. طيب يللا بينا
بأه.
واتجها صوب باب الشقة..
قلت.
- واخدينه ورايحين على فين؟!
لم يجب
أحد.
- أنا عارف إن مليش فيه حاجة ولا يخصني أصلاً، إنما نصيب خالي
شمعون!
أدارت أمي أكرة الباب، وقفلاه خارجين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kalemat.ahlamontada.net
 
أيام الشتات" رواية الغربة النفسية وتنازع الهويات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلـــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــات :: القسم الادبى :: القسم الادبى-
انتقل الى: